أكد مصدر أمني تونسي مقتل عنصر من قوات الأمن في تبادل لإطلاق النار مع «إرهابيين» تحصنوا في منزل بمنطقة وادي الليل بولاية منوبة شمال غرب العاصمة تونس. وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي قد كشف في وقت سابق عن قيام وحدات خاصة من الحرس الوطني بمحاصرة أحد المنازل في إطار حملة علي المتشددين الذين تقول السلطات إنهم كانوا يخططون لعرقلة الانتخابات المقررة الأحد القادم. كما أوضح العروي أنه في وقت سابق من صباح أمس بدأت عملية في قبلي (جنوب غرب تونس) حيث تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض علي عنصرين إرهابيين كانا يخططان للقيام بأعمال إرهابية. وجاءت هذه الأحداث بالتزامن مع بدء تصويت الناخبين في الخارج والذي يستمر ٣أيام قبل أن يبدأ التصويت في الداخل بعد غد. وستفضي هذه الانتخابات التي تعد الخطوة الأخيرة في طريق انتقال هش من الاستبداد للديمقراطية إلي تشكيل برلمان جديد وحكومة جديدة وفي ظل التوقعات التي تشير إلي عدم فوز أي حزب بأغلبية واضحة قد يكون من المرجح تشكيل حكومة وحدة وطنية وهوالخيار الذي يبدو ان تونس تحتاجه حاليا لإنجاح العملية الانتقالية.  وقد يصب حنين بعض التونسيين لأيام ما قبل الثورة من استقرار أمني وأوضاع اقتصادية في مصلحة حركة حزب نداء تونس الذي يقوده الباجي قائد السبسي وغيره من الأحزاب التي يقودها مسئولون عملوا مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ويقولون إن أيديهم ليست ملوثة بالفساد. ويصور رموز النظام السابق أو ما يعرفون باسم «فلول» أنفسهم علي أنهم يمتلكون المهارات والكفاءات اللازمة لمعالجة المشاكل الاقتصادية وتأمين المساعدة الدولية التي تحتاجها تونس لمكافحة المتشددين الإسلاميين. أما حركة النهضة الإسلامية التي يقودها راشد الغنوشي فتسعي للظهور علي أنها تعلمت من أخطائها خلال فترة حكمها خصوصا بعد انتقادات معارضيها لإدارتها للملفات الاقتصادية وموقفها المتساهل مع المتشددين. وقررت الحركة عدم تقديم مرشح لها للانتخابات الرئاسية المقبلة سعيا لما قالت انه دعم للتوافق الوطني وعدم رغبة في السيطرة. ووسط الاستقطاب الثنائي الذي تشهده تونس بين العلمانيين والإسلاميين تسعي بعض الأحزاب الأخري مثل «التكتل من أجل العمل والحريات التونسي لكسر هذا الاستقطاب من أجل حقيق استقرار سياسي. لكن هذه الأجواء السياسية دفعت كثيرا من التونسيين المحبطين إلي مقاطعة الانتخابات بسبب ما وصفوه باشمئزازهم من الطبقة السياسية في تونس والتي يرون أنها لا تختلف عن بن علي وأنها لم تحقق أحلام الثورة ولم توفر فرص عمل ولا كرامة إنسانية حيث مازالت قضايا التعذيب دون أن يحسمها القضاء