منتديات الاستاذ تهنئ الامه الاسلاميه بعيد الفطر المبارك
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - الاستاذ سات - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط - الاستاذ سات تحياتي -مصطفي المهدلي
موضوع: التوبة قبل استقبال شهر رمضان . الخميس فبراير 29, 2024 10:58 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أوصيكم أيها النَّاسُ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله عباد اللهَ، فتقوى اللهِ خيرُ ما عملتم، وأفضلُ ما ادَّخرتُم، وأكرَمُ ما أسررتُم، وأجملُ ما أظهَرتُم...
معاشر المؤمنين الكرام: العاقلُ من تفكّرَ في مآله، والموفقُ من جدَّ واجتَهدَ في صالح أعمالِه، نظرَ في المصِير، فجانَبَ التّقصيرَ، خافَ من ذُلِّ المقامِ بين يديِّ الملكِ العلام، فاجتنَبَ الحرامَ وهجرَ الأثام...وللهِ درُّ أقوامٍ إِذا مسَّهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مُبصرون، نظروا في عيوبهم، فاستغفروا لذنوبهم، ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون،{أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}...
يا عباد الله: من بادرَ الأعمالَ استدركَها، ومن جاهَد نفسَهُ مَلكَها، ومن سارَ على الطريق سَلكها، ومن طلبَ التّقوى بصدقٍ أدركها...
فأدعوكم أحبتي في الله ونفسي، أدعوكم لأن نفتحَ صفحةً جديدةً مع الله، ولتكن صفحةً بيضاءَ مُشرقة، نبدأها بتوبةٍ ناصحةٍ صادقةٍ، ونيَّةٍ وعزيمةٍ محقَّقة، وأنَّ لا نفرِّطَ فيها كما فرطنا في الفرص السابقة، فرحمَ الله عبدًا سارعَ إلى طاعة ربهِ ومولاه، واتخذَ قرارًا عازمًا وغلبَ هواه؛ فكان له من عظيم الأجرِ ما تقرُّ به يومَ القيامةِ عيناه:{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}....
ثم اعلموا يا عباد اللهِ أنَّ التوبةَ ليست لمغفرة الذنوبِ فقط، بل هي بذاتها عبادةٌ جليلةٌ مُستقلةٌ، مُطلوبةٌ من الجميع، من المحسن والمسيء، من المذنب وغير المذنب، فالجميعُ مُطالبٌ بالتوبة، وبشكلٍ دائمٍ ومتجدِّد، وفي كلٍّ وقتٍ وحين...
تأمَّل قولَ الحقِّ جلَّ وعلا:{وَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ}، وقولهِعليه الصلاةُ والسلام:"يا أيها الناسُ توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوبُ إلى الله في اليوم مائةَ مرة"، فإذا كان هذا حالُ سيدِ البشر، ومن غُفر له ما تقدمَ من ذنبه وما تأخر، فما الذي ينبغي أن يكونَ عليه حالُ المقصرينَ أمثالُنا...
ثم إنَّ التوبةَ يا عباد الله: من أحبِّ الأعمالِ الصالحةِ إلى اللهِ، ففي الحديث الصحيحِ:"لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ علَى بَعِيرِهِ، قدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فلاةٍ"...
وإذا كان الجميع مُطالبٌ بالتوبة، بنصِّ قولهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}، فهذا دليلٌ على شدَّةِ أهميتها، وعلى أنَّ الجميعَ في أمسِّ الحاجةِ إليها...
وكما أنَّ الجميع في احتياجٍ مُتجدِّدٍ للهدايةِ، فهم يدعونَ اللهَ باستمرار:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}... فهم كذلك جميعًا في احتياجٍ مُتجدِّدٍ للتَّوبة...
فجدِّدوا يا عباد الله توبتكم، وتداركوا بصادق الرغبةِ ما فاتكم، واحذروا الغفلاتِ فإنَّها دركاتٌ، وبادِروا نفيسَ الأوقاتَ قبل الفوات، واستكثِروا من الطاعات والصالحات، ونافسوا في الخيرات والمكرمات، وتعرضوا للرحمات والنفحات...
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده اللذين اصطفى...
اتقوا اللهَ عبادَ الله، وكونوا مع الصادقين، فَعَلَى قَدرِ الصِّدقِ يَكُونُ الفَوزُ والفلاح، قال جلَّ وعلا:{فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}، ولا بدُّ للصدق من دليلٍ: قال تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}...
معاشر المؤمنين الكرام:
لا شكَّ أنَّ شهرَ رمضانَ المبارك، هو أعظمُ مواسِمِ المؤمنِ وأغلاها، وأفضلِها وأشرفِها وأزكَاها...
رمضان: موسمٌ نفيسٌ جليل، ليسَ لهُ في المواسمِ شبيهٌ ولا مثيل...
فاسأل الله العظيم، ربِّ العرش الكريم، أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان....
وأبشركم كما كانَ المصطفىﷺيبشرُ أصحابه فيقول:"أتاكم رمضان، شهرٌ مبارك، فرضَ اللهُ عليكم صيامه، تُفتحُ فيه أبوابُ السماء، وتُغلَّقُ فيه أبوابُ الجحيم، وتُغلُّ فيه مردةُ الشياطين، للهِ فيه ليلهٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرمَ خيرها فقد حُرم"...
ويقولﷺ:"أتاكُم شهرُ رمضان، شهرُ بركةٍ، يغشاكُمُ الله فيه برحمتِه، ويحُطُّ الخطايا، ويستجيبُ الدعاءَ، ينظرُ إلى تنافُسِكُم فيه، ويُباهي بِكُم ملائكتَه، فَأروا الله مِن أنفُسَكُم خيرًا، فإن الشقيَّ من حُرِمَ رحمَة الله"...
وحُقَّ والله للمؤمن أن يُبشرَ بموسمٍ مبارك، تتضاعفُ فيه فُرصُ الفوز والغنائم، وتكثرُ فيه أسبابُ التوفيقِ وقوةُ العزائم، وتُزالُ عنهُ المعوقاتُ والمثبطات... فَمَرَدَةُ الشياطينِ قد صُفِّدت، وسحائِبُ الإيمانِ قد هبَّت وأقبلت، وبيوتُ اللهِ قد ازدانت وتهيَّئت، وأبواب السماء والجنان تفتحت، ونفحاتُ الرحمنِ تنزَّلت، ودعواتُ المسلمين تظافرت وكثرت، وقلوب الصائمين لانت ورقَّت، ونفوسُهم تشوَّقت وتلهفت....
فحري بالمسلم يا عباد الله: أنَّ يقْدِرَ لهذا الشهر العظيم قدْرَه، وأنَّ يعرفَ له شرفَهُ وفضلَه، وأنَّ يستقبلهُ أحسنَ استقبال، وأن يفرحَ بقدومه غاية الفرح، وأنَّ يستعِدَّ له أحسنَ الاستعداد، وأنَّ يُقبِلَ عليه أفضلَ الإقبال...
فهي يا عباد الله مُناسبةٌ غاليةٌ ثمينة، وأوقاتٌ مميزةٌ نفيسةٌ، والسعيدُ واللهِ من اغتنمها، واجتهد في الطاعات فعَمرَها واستثمرَها...
وواللهِ لو قيلَ لأهل القبورِ تمنّوا، لتمنوا يومًا من رمضان...
فيا من أدركَ رمضان، استشعر قيمةَ ما وُهِبَ لك، وبادِر فُرصتك، واعلم أنَّ اللهَ جلَّ جلالهُ يدعوك للمُسَابَقَةِ في الخيرات، وَيدعوك للمُنَافَسَةِ والمُسَارَعَةِ في الطاعات، فيقولُ جلَّ وعلا:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}...
واستعيذوا بالله أن تمرَّ بكم مواسِمُ الخيرِ وفرصُ الفوزِ والسعادة، ثم لا تَزدادون هُدىً، ولا ترعوونَ عن هوىً...
فعن أبي هريرةرضي الله عنهقال: قال رسولُ اللهﷺ:"بمحلوف رسولِ اللهِ ﷺ ما أتى على المسلمين شهرٌ خيرٌ لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهرٌ شرٌّ لهم من رمضان، ثمَّ قال في نهاية الحديث: هو غُنمٌ للمؤمن، ونِقمةٌ للفاجر"...
نعم أحبتي في الله: رمضانُ فُرصةٌ، وأيّ فرصة، فاتقوا الله في هذه الفرصةِ الغالية، وحفزوا هممكم، وشدّوا عزائمكم، وابذلوا قصارى جهدكم، وأروا الله من أنفسكم خيرًا، وعليكم بالصبر والمصابرة، والجدِّ والمثابرة... فبالجدِّ والاجتهاد فاز من فاز، وسعُدَ من سعُد... فاصدقوا اللهَ يصدقكم، واستقبلوا شهركم بتوبةٍ نصوح، وعودةٍ صادقة، ونيةٍ وعزِيمةٍ محقَّقة، استروحوا روائِح الجنان، وتعرضوا للنفحات الكريمِ الرحمن، وتزودوا بزاد التقوى والإيمان...
بلغني الله وإياكم شهر البر والتقوى والإحسان، وجعلنا دومًا من أهل الذِّكر والقرآن...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
*****
المصدر: مجموعة مواقع مداد
۩◄عبد العزيز شلبى►۩ رئيس مجلس الاداره بمنتديات الاستاذ سات
عدد المساهمات : 4734 تاريخ التسجيل : 24/11/2022
موضوع: رد: التوبة قبل استقبال شهر رمضان . الخميس فبراير 29, 2024 3:04 pm